الاثنين

الاديان والكائنات الخارقه.



بداخل كل دين فكرة ساذجة جداً، هي الاعتقاد بخوارق الطبيعه. ماهي خوارق الطبيعه هذه، وماهي اهميتها للاديان؟

الاعتقاد بخوارق الطبيعه اساسه التصديق بوجود كائنات خارج الطبيعه تقوم بهذا و تستطيع القيام بأعمال تعتبر غير طبيعيه وفوق مقدرة الانسان ، هي السمه الاكثر وضوحاً في جميع اديان العالم. الاعتقاد بوجود هذه الكائنات ليس في الاديان فقط فهي موجوده بشكل او بأخر في كثير من المعتقدات الخرافيه و الغير علميه..مثل التصديق بالسحر و الارواح الشريره و الاشباح وغيرها. الا انها في الاديان، تكوّن احد الخصائص الرئيسيه فيها وخاصة ان الاعتقاد بالالهه الجبارة هو اهم ركائز الدين.

الايمان بهذا المعتقد الخارق يشكل احد هذه الجوانب المشتركه والاساسيه بين الاديان، فلايوجد دين في هذا العالم لا يعطي هذه القوى الخارقه للطبيعه اهميتها، فهو الله في الاسلام، ويسوع في المسيحيه و كان هو زيوس عند اليونان و هو آمون عند قدماء المصريين. الاديان تبني معتقداتها بداية على التصديق المطلق بوجود هذا الكائن الخارق الاله و تنص عليه في نصوصها بصورة لايُسمح التشكك بها.



ولكن ماهو " ماوراء الطبيعه" هذا؟

الادعاء بحدوث خرق لقوانين الطبيعه في وقت ما بالنسبة للاديان هو الاصل و المصدر للاعتقاد فبدونه لايقوم دين. الاعتقاد بهذه القوه الخارقه يحدد مايمكن ان يكون معروفاً للبشر وما لايمكن، انه التفسير للفراغ و النقص في المعلومه عند البشر..لماذا يموت الانسان، لماذا تسقط الامطار، و لماذا تحدث الكوارث. الدين لايشرح لهم التفاصيل و الكيفيه التي يقوم بها هذا الكائن الخارق للطبيعه بأعماله فهو امر يحرم الكلام فيه.

عندما يكون الشيء خارقاً للطبيعه فهو يُشيع تصوراً بين اتباع الاعتقاد الديني هذا، بأن هذا الكائن هو افضل و اعلى و اطهر من كل هذه الطبيعة من حولنا. احياناً يُصور بأنه طبيعة اخرى فوق هذه الطبيعه..طبيعة مثاليه تعوض النقص في الطبيعه التي تحيط بنا و نعيش فيها.

عبادة الكائن الخارق للطبيعه

انه من المستحيل و من النادر ان يسوّق دين نفسه بدون ان يكون لديه منظومته الخاصه للتحدث و التعامل مع هذا الكائن الاسطوري الخارق. فالهدف النهائي من الدين هو جمع البشر حول عبادة هذا " الكائن". ان عبادة الله كمثال على ذلك تنطلق دائماً من كونه " كاملاً" فبالتالي هو " مُستحق العباده"، وهذا الكمال يأتي بالطبع من كونه خارقاً للطبيعه. كل الاديان تبنى الشيء ذاته لتبرير العباده لهذا الكائن العجيب.

إستحقاق العباده كما ذكرت يكون بتعظيم قدرات الكائن الاله و جعله السبب في وجودنا، او حمايتنا و من هنا تتشكل طقوس العباده و هي الصوره التعبيريه لتبجيل وإظهار الخوف و الرهبة لهذا الكائن الجبار.



العباده تكون في شكل حركات طقوسيه كالصلاة او الصيام او في تقديم القرابين كالذبح و الاضاحى وبناء مساجد و معابد و كنائس و طاعة اوامره و التي غالباً ماتكون بشكل كتب او نصوص يُرسلها بالخفاء لأحد البشر ومن ثم يحتفظ بها و يحرسها كهنته، وهؤلاء يصبحون فيما بعد السلطه القائمه على خدمة هذا الكائن وحماية الاعتقاد فيه.

ليست كل الاديان الهتها خارقة للطبيعه مثل الله. مع ان هو الغالب في اديان اليوم خاصة في المسيحيه و الاسلام و اليهوديه . على سبيل المثال كانت الهة اليونان حسب ماوصفتها الاساطير اليونانيه لديها ادوار كبيره و طاقة عجيبه ولكنهم كانوا يعيشون في هذه الطبيعه و يختلطون بالبشر. الهة الاغريق كانوا فقط مخلدين على عكس البشر الذين يصيبهم الموت. ولايطيرون مثل الالهه والملائكه.



كل دين في العالم، بما فيه الاسلام يفترض وجود عوالم خفيه غير مرئية تكون فوق الماده و فوق الطبيعه. هذه العوالم لاتخضع كما يبدو لقوانين الفيزياء الطبيعيه كما نعرفها. ان في هذا تمثيل رمزي لرفضنا للموت كنهاية طبيعيه، لهذا خلقنا الروح من شدة خوفنا من ماديتنا وطبيعتنا، ففكرة الروح ماهي الا تجسيد لفكرة الخلود في النهايه و العودة للحياة.

مهما كانت اهمية المعتقدات بخوارق الطبيعه، فليس هنالك اي دليل مادي واحد على وجودها وليس هناك حتى من دليل عقلي على إمكانية ذلك الوجود. إن الاستنتاج المعقول الوحيد هو ان هذه الادعاءات خاطئة تماماً، فأدلة العلم كلها تشير الى الاتجاه المُعاكس، ومن غير المعقول ان يسمح الانسان لنفسه بتصديق وجود كائنات خارقه، الهه، الله، ملائكه، جن، عفاريت، سحر، معجزات.

إنها عين الخرافه.

هذا كل ما قدرت ان اكتبه لكم اليوم، فأنا مشغول جداً اليوم كما انني استعد لسهرة رأس السنه و التي ستكون سهره خاصه مع اصدقاء..سأذهب لأشترى بعض الهدايا، فأتمنى لكم اطيب الاوقات، وسأعود لكم بعد غد..إن شاء الكائن الخارق ذلك.


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: