حريه بالعبوديه.. وقهوه بالمايونيز



كنت قبل يومين في معرض الشرق الأوسط للسيارات بدبي، حيث زاغ بي البصر بين تعدد الأختيارات، فغدوت طفلا في محل ألعاب، محتار بين موديلات السيارات و مسحورا بموديلات البنات العارضات

هذا المعرض يتحسن من سنة لأخرى وخاصة في المنافسه على جلب عارضات اجمل كل سنه ..توقفت أتامل اللاند كروزر الجديده ولكن قلبي لايطاوعني كما تعلمون على هجر القصواء. لن أبالغ إن قلت لو أردتم ان ترسلوا أولادكم في سيارة تعبر بهم الربع الخالي بدون ان تخشوا تعطلها، فليس هناك غير القصواء بديلا
هذه السياره تحب الغبار والرمال إنها تأكلها.. تستنشقها ، وعندما تصل درجة الحراره الخمسين يبقى مكيفها يبرد عليك و كأنك في سيبيريا بدون ان ترتفع حرارة المحرك بدرجة واحده وأن كانت واقفة لمدة ساعتين ..وإن كانت واقفة لساعتين..وإن كانت واقفة لساعتين ..وكررها بن كريشان ثلاثا حتى ظننت إنه صلعم
إنها معجزة من معجزات بلاد الرمال ،الا أن هناك مشكلة واحدة بها ، المطبات والطرق الوعره فهي ليست مريحة عندها ، وقد تدقدق عظامك...الفرق بين سواقة المرسيديس والقصواء..هو مثل ماتحس به في الصباح، بعد ليلة طويله من ممارسة الحب مع هيفاء وهبي بجسدها المرطرط الوثير أو ..عظام دارين حدشيتي - والأخيرة اشبه بالقصواء
****

كيف تكون الحرية بالخضوع والعبوديه؟ كيف تكون الديموقراطيه بالطاعة لأولي ألأمر؟ كيف يكون الأصلاح السياسي بأقامة نظام ثيوقراطي و كيف تكون حرية المرأة تقيدا بحجاب؟.. كلام الأسلاميين متناقض، متنافر..متعجرف يشوبه الغباء وإنكار الحقائق والهروب من مواجهتها ..ألا يعرفون أن الأيسكريم بالسمك غير مستساغ وان القهوة لا تصلح بالمايونيز

لايكفى انهم يستطيعون أن يقاربوا متناقضات متنافره كهذه؟ بل ويخرجون منها بأستنتاجات تثير الضحك والسخريه..او ربما الشفقه عليهم، لقد ضيعوا عقولهم

أنه أساس مهم عند المسلمين المؤمنين أن يعتبروا دينهم وتطبيقه إصلاحا سياسيا. لذا نرى إنتشار إستخدام هذا الأسم لجمعيات ومنشورات الحركات الإسلاميه شائعا جدا، فهذه جمعية الأصلاح وذاك حزب العمل الإصلاحي الأسلامي وتلك مجلة الإصلاح الأسلاميه و هناك المصلح فلان والداعيه الأصلاحي عّلان وما إليه من التلاعب بالكلام




الأسلام يخلق توترات سياسيه في اي مجتمع ديموقراطي أو لدى اي شعب يسعي الى الديموقراطيه والحريه والمساواه، بسبب طبيعة الأديان التسلطيه وخاصة الأسلام بالذات لأنه يستمدها من فكرة الحق الألهي بالحكم ، وذلك القانون البدائي المسمى شريعه اسلاميه الذي يسعون لفرضه على المواطنين.. لذا نراهم يسعون دائما الى تغيير الدساتير لكبح حريات الناس تحت ذريعة هذا الأصلاح المزعوم الموهوم

كيف نسمح لأناس ولائهم للنصوص العتيقه يعيشون قصصها الخرافيه المتناقضة مع المنطق ومع العلم والطبيعه والعقلانية أمثلة لهم.. أن يحكموا حياة الغير، ويحددوا مقدرات الأمه في مثل عصر كهذا

كتب عبدالله بن بجّاد العتيبي في جريدة الأتحاد الأماراتيه أمس نقلا عن كلام رجلين من رجال الدين المسلمين الأول عبدالعزيز الفوزان يصف ماحدث من كارثة إنسانيه في بنغلاديش عبر قناة المجد قائلا: إن الفياضانات المدمره عقوبة الهيه ونذر ربانيه لمن يجاهرون بالمعاصي ويحادون الله ورسوله بأنواع المنكرات والقبائح مثل الزنى والربا والشذوذ والأنفلات الخلقي

أما رجل الدين الثاني فهو محمد العريفي الذي صرح لقناة إل بي سي اللبنانيه يتحدث عن مشروعية ضرب الرجل للمرأه: يجب أن يضربها بحيث لايترك الضرب اثرا اي لايضربها على يدها أو وجهها ، بل على بعض الأماكن التي لايلحق بها الضرر ولايجب عليه ضربها كما ُيضرب الأطفال أو الحيوانات بصفعهم ! هذان التصريحان كما يقول عبدالله بن بجاد العتيبي لم يمرا على العالم مرور الكرام وتناقلتهما أجهزة الأعلام الدوليه فهما يصطدمان بمسلمات العصر الكبرى المتعلقة بحقوق الأنسان- لاحظوا وصف العريفي الأطفال والحيوانات في نفس الجمله





المثال التالي نقلته عن موقع إسلام أون لاين ويصف فيه تفسير الإسلام للحريه بأنها مجرد عبوديه

فقد تبين أن حرية الأنسان لاتتحقق لديه الا بشكل يتناسب طردا مع عبوديته لله. وقد جاء خطاب الله للرسول بلفظ العبوديه دليلا على ذلك في قوله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا \الأسراء، وفي قوله كذلك تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا \الفرقان فالرسول صلى الله عليه وسلم نموذج الأنسان الكامل وماكان ذلك الا لمطلق عبوديته لله ومالخطاب الألهي الا خطاب تكريمي يعلى من شأن المخلوق بجعله عبدا لله وهي عبودية في جوهرها تحرر من كل تبعية وحاكمية لغير الله. ولما كان على المسلمون ان يتبعوا الرسول فإن اول ماعليهم ان يتبعوه فيه هو الإيمان، أصل العبوديه، مطلق الحريه عند الفرد يقوم على مطلق العبوديه لله عز وجل

أن التاريخ اثبت أن هذه العبوديه لا تحررك بل تجعلك عبدا لمن يمثلون هذا السيد الأله من أنبياء و شيوخ وكهنة وملالوة وإرهابيين. إن الحرية في أساسها هي حرية الأختيار للأنسان فيما يفعله ويؤمن به وبمن يحكمه ، ولكن حرية الأختيار كذلك تمثل معضلة كبرى ، ليس للمسلمين المتدينين فحسب، بل للكثيرين في هذا العالم من الذين يخشون من تحمل المسؤليه

النموذج العالمي الأنساني للحريه يقوم على تقديس حرية الفرد وإحترام خصوصيته، رغم نجاحه في أماكن كثيرة من العالم الا إنه يلاقى معارضة من الكثير من الجماعات وخاصة المحافظة منها. الغريب أن هذه المعارضه تظهر بصورة رغبة الأنسان بأن يسلم نفسه لتسلط نظم دكتاتوريه كالشيوعيه والإشتراكيه والفاشيه وهو كذلك موقف المحافظون الجمهوريون في الولايات المتحده ضد الليبراليون والديموقراطيون



لماذا يحاول المسلم المؤمن أن يحول مباديء حرية الأختيار المطلق للأنسان الى قيمة أخرى هي فضيلة العيش تحت مايسمى ظل عبودية الله؟

يجب أن لانستغرب ذلك، فالنظام والترتيب وتوقع الأنسان لما سيحدث له هي خيارات مريحه جذابه. نحن نحتاج لهذا لننظم حياتنا، ونعرف ما لنا وما علينا. الحياة المعاصره تعطي خيارات كثيرة للأنسان مما يخيفه لأنه ينتقل الى منطقة جديده لم يألفها

خذ مثلا الخيارات التي أواجهها عند الذهاب لشراء طعام قطط لزيزبونه. هناك رفوف ورفوف لاتنتهي من المعلبات والأكياس وكلها تقدم طعاما للقطط. إنني أجد نفسي أضيع وقتا طويلا في الأختيار وأحيانا وبعد كل هذا..لايعجبها وترفض حتى تذوقه



إنتشار القنوات الفضائيه والأنترنيت ألغي كل المنع والمصادره الذي كانت الحكومات والسلطات الدينيه تمارسه. توفر الماده المقروءه المخالفه لأيديولوجياتهم وفقههم ومنظورهم أوجد لديهم معارضة شديده ضد الأنفتاح والتعدد والحريه والأختيار








أن زيادة إنتشار الأصوليه المتعصبه في ايامنا هذه، ماهو الا ردة فعل على توافر الأختيارات وتنوعها للأنسان في بلاد الرمال أكثر منه عودة الى إجترار النصوص الاسلاميه القديمه. أنظر الى كل هؤلاء القوميون السابقون والشيوعيون الذين تحولوا الأن بقدرة قادر الى إسلاميين..إنه نفس الهدف والمبدأ المشترك لكل هذه الحركات السياسيه، معارضة حرية الإنسان في ألإختيار

تذكرت أيام العطله الأسبوعيه في لوس أنجليس كنت أذهب للديسكو الأول..وبعد وهلة أحس بأن الجو و الفتيات سيكون أحلى وأكثر في الديسكو الثاني، ثم اندم بعد ان اصل الى هناك فأبحث عن ثالث او اعود للأول..وفي النهايه يضيع الوقت في التنقل والسواقه واعود الى البيت في النهاية فاضي اليدين

أن بعض الناس يريدون أحدا أن يقول لهم ماذا يلبسون وكيف يأكلون؟ ماذا يفعلون عند كذا ومالا يجب ان يفعلون. يحتاجون الغير ليحدد لهم قيمهم وليوجههم كيف يعيشون حياتهم، ويربون أولادهم وكيف يغتسلون بعد المرحاض ، فذلك يخلق لديهم نوعا من الراحة النفسيه. وعكس هذا سيضع كثيرا من الضغوط عليهم، سيكون عليهم ان يقوموا بكثير من التفكير و بوزن الأختيارات وإتخاذ القرارات وتحمل مسؤلية خطأ قرارهم.. وماعليكم لتضحكوا عليهم الا برامج التلفزيون والراديو الدينيه.. واسئلة الناس الساذجه فيها

من موقع صيد الفوائد نقلت هذا التعريف لحقوق الأنسان

إنّ فكرة الحق في الفكر الإسلامي فكرة أصيلة، تعني الأمر الثابت. وهي ليست خالصة بل هي حق لله فالعبودية والخضوع لله -عز وجل- حق ثابت له- سبحانه-، ولا يتنافى مع ما للعباد من الحقوق المذكورة آنفاً، بشرط أن يكون حقًّا تقرره الشريعة، وتبين مجالاته، ويحدد مداه بنصوص صريحة، وأصول وقواعد وضوابط شرعيّة.

صاحب النص هذا ينكر أي حق للأنسان الا ماورد في هذه الكتب القديمه ونصوصها الباليه وهذا يأخذنا الى التفكير بماهية هذا الحق؟



يسميه أصحاب الدين وكهنتهم الحق الألهي. هذا الحق يشبه حق السيد بعبده، حق الرجل بأمرأته يضربها كما يشاء- عفوا- بالضوابط الشرعيه لعبدالعزيز الفوزان. هذا الحق الألهي كان السبب الرئيسي لحرمان كثير من البشر من حقهم الطبيعي في الإختيار وهو السبب في إبقاء الحال على ماهو عليه في بلاد الرمال من مقاومة ورفض وتكفير لأي محاولات التغيير

الخطوره الأكبر يا اخوان هي عند تولي رجال الدين المسلمين للسلطه فهم عندما يطبقون هذا الحق الألهي إنما يطبقونه بدون تحمل اية مسؤلية! فهم ليسوا الا مأمورين بتنفيذه..تخيل كارثة وجود حكومة لاتتحمل مسؤلية قراراتها ..وهذا هو ضياع العقل في بلاد الرمال

فحتى وهم يشاهدون الفشل المتكرر من تطبيق الأسلام ونظمه في كل تجربه، دائما يقولون لنا إن المبدأ كان صحيحا وإنما الخطأ في التطبيق وهم في هذا اسوء من اتباعهم المتعصبون الذين ينكرون ويتجاهلون الفشل برمته.. ويحمدون الله على كل شيء

الحق الألهي في إستعباد البشر فوق الطبيعه وفوق حقوق الأنسان وفوق الأخلاقيات وفوق النقاش والجدال، فهو السبب الذي خلقنا من أجله وبالتالي مقاومته مرفوضه والخضوع له هو الحريه، وهو الديموقراطيه، وهو الأختيار الصحيح الوحيد وهو البسلم لكل داء وكل عله، ولا ينازعه في هذه المنزله إلا الطب النبوي ومبيد الحشرات ريد ذو الخواص الثلاث




لقد بلغ بهم الغباء إنهم لايقبلون إنتقادا، إن فرصهم بأدراك تناقض أقوالهم تكاد تعادل فرص عودة بريتني سڀيرز الى قوامها السابق..حسنا هنيئا لهم حماقتهم ، ولكن والخطاب لهم ألأن : أليس من العيب عليكم أن لا تعرفوا أن بعض الناس مازالت لديها بقية باقيه من بعض الخلايا الدماغيه، و تستطيع ان تعرف أحسن منكم .. بأن القهوه ماتمشي مع المايونيز


بن كريشان




إرسال تعليق

0 تعليقات