الاثنين

حبه فوق..وحبه تحت


الثقة بالعلم ↔ مقابل الإيمان بالله




عندما يبالغ أحدهم في حديثه نقول مجاملة زودها حبه..ولكن عندما يصبح الأمر كله كذبا صريحا نقول زودها حبتين، يعني حبه فوق..وحبه تحت.

الثقه والإيمان شيئان مختلفان. فعندما تثق بالشيء لأن لديك الدليل الواضح المجرب بأنه صحيح. أما عندما تؤمن فأنت تعتقد، والأعتقاد هو الظن، اي عدم التأكد، لذا نسمي الإيمان بالله مُعتقد وعقيده لأنه مجرد إعتقاد ليس له دليل مُختبر مجرب على صحته.

المدعوذون وأتباعهم المؤمنون يحاولون خداع الناس بأعطاء فكرة ان الإيمان بالله يماثل الثقه بوجوده، وأحيانا يخاطبون الملحدين بلغة مماثله فيقولون عقيدة الإلحاد ظنا منهم أن الملحدين يصدقون بالظنون مثلهم. ولأوضح الفرق بين الثقة و الإيمان أو الإعتقاد دعونا نبحث عن قاعدة مشتركه بين المُلحد والمُؤمن تقوم على الثقه بشيء ما؟ الثقة بصحة العلم.

الملحد والمؤمن كلاهما يثق بالعلم، وإن كان الأخير يغلفه بسوليفان الأدعيه والشكر لرب الرمال بدلا من المخترع الأصلى إلا انه في قرارة ذاته يثق به. فالمؤمن حتى لو كان سلفيا بطبيعة رجعية متخلفه مع هذا يثق بأن السفر بالطائرة الى أمريكا أكثر جدوى واقل خطرا من السفر على بغلة أو ناقه.





أنا مثلا لا أؤمن بالعلم..بل أثق به. أثق به كما اثق بأن هذا السقف الذي فوقي والذي بنته الهندسه الحديثه لن ينهار فوق رأسي، حتى وأن دعا علىّ ثلاثه مليون حاج في يوم عرفه..فلن يسقط. انه مثل الجسر الذي اعبره يوميا بسيارتي وانا اعرف انه لن ينهار..مثل جهاز الجي بي أس الصغير الذي أحمله معي والذي يجعلني أجد مواقع محطات البث والتردد التي اقوم بصيانتها في كل ارجاء البلد. كل هذه العلوم تم إختبارها و تجربتها حتى بُنيت هذه الثقه، انت لاتفكر حين تضغط على مفتاح النور، فتجري الكهرباء وتضيء غرفتك..ولكنك تثق بأن ذلك سيحدث، تعتبره بديهيا لأنك تثق بالعلم اليوم بدون أدنى شك.

أما الإيمان، بالمعنى التقليدي كما نعرفه في الإسلام فيعنى شيئا مختلفا تماماً. الإيمان يوحي لك بأنه لاداعي للدليل، لاداعي أن يتم أختبار هذا الشيء ليتم التأكد من أنه يعمل أم لا، ففي الإيمان الديني لايوجد حتى شيء واحد تم أثباته بدليل..أبداً بالمره. إن كل مايتحدثون عنه هو الإيمان فقط.. اي الظن أي الإعتقاد. لذا ليس لدينا اي سبب لنصدق اي شيء يقوله الدين..لأنه كله مبنى على الظنون والإعتقادات. إذا كان لديك القابليه لتصدق ان رب الرمال جعل صلعم يطير على بغله مجنحه الى الفضاء الخارجي..بدون أكسجين و بدون ان يشفطه ثقب اسود، فسبايدرمان حقيقة أيضا...هذا هو الإيمان أعزائي.



النجاح الذي حققه العلم يملأ ملايين الصفحات المضيئه وهو السبب الذي يجعلني اثق بالعلم فقط، وهي نفس الثقة التي يشاركني بها المؤمن سواء أحب ذلك ام لا وحتى لو كرهه المشايخ والمدعوذون وهم اول من يلجأ الى الطب الحديث، عند مرضهم ويذهبون الى لندن وباريس وأمريكا للعلاج..وينسون أمر الرقيه الشرعيه وبول الأبل و جناح الذبابه، ولم لا فراحة الحياة العصريه التي يعيشونها اليوم هي نتاج العلم..فكيف يستمرون بحياتهم اليوميه، يستخدمون الكهرباء ويطبعون المصاحف اليا ويدعوذون على الإنترنيت ويزعقون من مكبرات الصوت بالمساجد..لو لم يكونوا يثقون بالعلم.



إذاً فالمؤمنون والملحدون جميعا يثقون بالعلم وهو قاعدتهم المشتركه التي يتفقون عليها..وبالتالي فعلى هؤلاء المؤمنين أن لايتوقعوا من الملحدين ان يشرحوا أو يبرروا أو يدافعوا عن هذه الثقه بالعلم. وهذا يتطلب من المؤمن بأن يعرف الفرق بين الأثنين، بين ماهو ثقة و ماهو إيمان وإعتقاد .. فلا يتوقعون من الملحدين أن يتقبلوا هذا الإيمان والظن والعقيده المنبثقه من إعتقاداتهم الدينيه، ومن الطبيعي ان يتشككوا فيها ، مثل تشككهم في قدرة سبايدرمان على القفز فوق المباني الشاهقه..وقدرة جيسوس كرايست على المشي فوق الماء.

وهنا نخلُص الى نتيجة وهي أن المؤمنين مع أنهم يثقون بالعلم فأنهم يضيفون إليه "حبة" صغيره..هي انهم بجانب العالم الطبيعي الذي يفسره العلم..يعتقدون ويؤمنون كذلك بوجود عالم اخر مختلف عن عالمنا..عالم غير ،طبيعي..سوبرطبيعي..خارق للطبيعه، عالم ألهي يعيش فيه سحرة وملائكه وشياطين وعفاريت وسوبرهيرو يشق البحر واخر يشق القمر وسوبرومن تهز جذع النخله بيد واحده وأكوامان الذي يعيش في بطن حوت ..انا لا أقصد هنا ماورد في كتاب هاري بوتر ..بل مافي الكتاب والسنه.





وبما أنهم قد أضافوا بأنفسهم هذه " الحبه" الصغيره لهذا العالم الطبيعي فيشعرون بالحاجة الى تبرير وجود هذه "الحبه" لأنفسهم وإستخدام الأيمان والإعتقاد والظن..للدفاع عنها. وطالما هم لايستطيعون حتى تحويل هذه " الحبه" الى ثقه مثلما هي الثقه بالعلم..ولكنهم ومع هذا يحاولون جاهدين إقناعنا نحن فيقولون هناك حبه فوق..وأخرى تحت - بدون ان يلاحظوا انهم زودوها حبتين.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: